وجه جلالة الملك إلى المشاركين في أشغال اجتماع التجمع الإفريقي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الأفريقية الأعضاء في البنك وصندوق النقد الدوليين، يومه الثلاثاء 05 يوليوز، رسالة سامية[1] تضمنت ما يمكن أن يشكل رهانات التحول الرقمي الأفريقي، ومن أبرزها:
- أن التحول الرقمي فرصةٌ تنموية هائلة للدول الأفريقية، بصرف النظر عن الانعكاسات المعقدة التي تنطوي عليها الرقمنة؛
- الرفع من مستوى الشمول المالي، وتوسيع مجال التغطية الصحية والاجتماعية؛
- تثمين الرأسمال البشري؛
- تطوير البنيات التحتية التقنية؛
- تسريع وتيرة رقمنة المجتمعات الأفريقية، وتكريس الثقافة الرقمية فيها؛
- الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والمجتمعية.
”لذا، بات من الضروري تكثيف الجهود لمعالجة الاختلالات ومكامن القصور، من خلال وضع برامج تنموية شاملة، بأهداف واضحة وآليات تمويل مبتكرة، تضع المواطن الإفريقي في صلب اهتماماتها، وتعتمد، بشكل أساسي، على استثمار فرص التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية، والانخراط بشكل فاعل في دينامية التحول الرقمي والانتقال الطاقي التي يعرفها العالم اليوم”
”إذا كانت المديونية المرتفعة وظاهرة التغير المناخي تشكلان تحديا كبيرا يهدد استقرار الاقتصادات الأفريقية واستدامة نماذجها التنموية، فإن الانتقال الرقمي يتيح فرصا تنموية هائلة أمام الدول الأفريقية، يتعين استثمارها على الوجه الأمثل.
فالتكنولوجيا الرقمية تشكل بالفعل، تحولا بنيويا في مقاربتنا للعالم الذي يحيط بنا، إذ تسمح بتطوير أنماط إنتاجية واستهلاكية جديدة، من شأنها أن تخلق المزيد من مناصب الشغل، وأن تشكل مصدرا للرفع من فرص الاستثمار.
كما تشكل الوسائط الرقمية قنوات متميزة للرفع من مستوى الشمول المالي، وتوسيع مجال التغطية الصحية والاجتماعية.
لكن بالمقابل، تتطلب الرقمنة، كخيار اقتصادي، توفير كفاءات بشرية كافية ومختصة، وتكريس هذه الثقافة لدى مختلف فئات المجتمع، مع تطوير بنيات تحتية تقنية قادرة على مواكبة التطور المتسارع في هذا القطاع.
وعلى الرغم من أن الرقمنة تنطوي أيضا على انعكاسات معقدة يصعب مواجهتها، يبدو من الضروري تسريع وتيرة رقمنة مجتمعاتنا الأفريقية، لسد الفجوة في هذا الميدان مع الدول المتقدمة، ولجني ثمار الطفرة الرقمية التي يشهدها العالم، من خلال توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لرفع هذا التحدي، وتعبئة الكفاءات البشرية الأفريقية، لتقديم حلول رقمية تلائم الخصوصيات الثقافية والمجتمعية لبلدان القارة.”
إن رهانات التحول الرقمي الأفريقي كما بسطتها الرسالة الملكية، تشكل خارطة طريق للسلطات العمومية بالدول الأفريقية للقيام بالمتعين، تطويرا لأوراش التحول الرقمي في بلدانها ولتحسين تموقعها العالمي.