طور فريق شركة SensThings التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير، والمختصة في الإنتاج والتطوير ورقمنة الشواهد، مفهوما تكنولوجيا جديدا، وهو عبارة عن براءة اختراع وطنية مغربية، تعد الأولى من نوعها في العالم؛ تسمى “la Phygitalisation des documents“.

ويعمل الخبراء المشرفون على هذه العملية، في الوقت الحالي، على تكوين الفريق الذي سيقوم بمواكبة الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في عملية إصدار شهادات البكالوريا المرقمنة، من أجل التمكن من التعامل مع الآلات الحديثة التي تم تطويرها لهذا الغرض وتجاوز أي عطب محتمل.

وللتعرف أكثر على التكنولوجيا المستعملة في شهادات البكالوريا الجديدة، زار SNRTnews مختبر التعلم الرقمي ومركز التميز للابتكار الرقمي بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير، تحت إشراف الدكتور رفيق العلمي، مدير المركزين ورئيس شركة SensThings التابعة للجامعة، حيث توجد آخر المعدات التي تم تطويرها في الجامعة من طرف خبراء مغاربة.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور رفيق العلمي أن فريق SensThings المكلف برقمنة شهادات البكالوريا سيعمل على تسليم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الأجهزة الكافية للقيام برقمنة وتأمين هذه الشهادات، كما ستبدأ انطلاقا من يوم الأحد من الأسبوع المقبل عملية تكوين الأكاديميات حول طريقة التعامل مع هذه المعدات المبتكرة، والتحقق من صحة الدبلومات للقطع كليا مع إمكانية تزوير الشهادات.

وشدد على أن هذه العملية لن يكون لها أي تأثير سلبي على امتحانات البكالوريا، بحيث سيتم تحضير شهادات البكالوريا في الأكاديميات الـ12 بسرية تامة.

وأبرز العلمي، في لقاء مع SNRTnews، أن التلاميذ الناجحين سيتوصلون بالنسخة الرقمية لشهادة البكالوريا تزامنا مع الإعلان عن النتائج، دون الحاجة للتنقل إلى الثانويات التأهيلية للتأكد من النجاح، مؤكدا أن هذه الشهادات لا تحتاج إلى نسخ مطابقة الأصل، بحيث ستعفي التلاميذ من الانتظار طويلا في المقاطعات والجماعات للإشهاد على مطابقة النسخ الأصلية.

من جهة أخرى، أكد المخترع المغربي أن هذه التكنولوجيا ستمكن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كذلك من معرفة الخيارات التي اتجه إليها التلاميذ والمسالك التي تم اتباعها والتي تحظى باهتمامهم من أجل التمكن من تطوير المناهج التعليمية نحو مهن المستقبل، ومواكبة كافة التطورات في المجال.

وعبر المخترع المغربي عن رغبته في تغيير رؤية التلاميذ إلى العالم ولأنفسهم وأن تكون هذه الخطوة حافزا لهم لابتكار تكنولوجيات في المستقبل تمكن المغرب من الازدهار ومنافسة باقي الدول المتقدمة.

كما أكد أن هذه التكنولوجيات الحديثة ستكون طاغية مستقبلا، وستجعل الجامعات المغربية والأجنبية تواكب هذا التطور عبر رقمنة الشهادات الخاصة بها ورقمنة كافة مسار الطالب.

يشار إلى أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة سبق أن اشتغلت مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير على مشاريع تعليمية على غرار منصة التلميذ TICE خلال فترة جائحة كورونا، كما تكلفت بتسجيل محتويات الدروس الموجهة للتعليم عن بعد وإعداد مختلف الكبسولات التعليمية المندرجة في هذا الإطار.

وبدأت شركة SensThings، التي تعد نتاجا خالصا لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مسارها في الرقمنة وتأمين الدبلومات منذ سنتين، بحيث قامت بتأمين ورقمنة مجموعة من الشهادات؛ بما فيها دبلومات جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بجميع فروعها داخل المملكة، فضلا عن تأمين ورقمنة شهادات صادرة عن بعض الجامعات الخاصة المغربية والدولية.