جزيرة فينلندية ”تصوم رقميا”

تشتد سطوة الشاشات وهيمنتها على الأفراد يوما بعد يوم، مما وَلَّد الوعي بضرورة إعادة بناء التوازن في حياة الإنسان في علاقته مع التكنولوجيا الرقمية المعاصرة، خصوصا فيما يخص الناشئة.

جديد المساعي الرامية إلى تكريس هذا التوجه، هو المبادرة الأولى من نوعها في العالم التي أقدمت عليها جزيرة”Ulko-Tammio” بجمهورية فنلندا، حسب ما أورده الموقع الإلكتروني https://www.bfmtv.com/ والتي اقترحت على زوارها خلال عطلهم الصيفية لهذه السنة التخلص من هواتفهم المحمولة خلال مدة إقامتهم بالجزيرة، والهدف بطبيعة الحال هو منح السياح استراحة حقيقية من الشاشات، حيث يمكنهم الاحتفاظ بهواتفهم في جيوبهم وحقائبهم دون اللجوء لتشغيلها، والاستفادة القصوى من الإمكانات الطبيعية التي توفرها الجزيرة لزوارها.

و”ميزة” المبادرة أنها تترك لروادها حرية الاختيار، بين التخلص من هواتفهم أو استعمالها، ولا ترتب أي جزاء على المخالفة.

ذكرتني مبادرة الجزيرة الفينلندية بالمبادرة الشجاعة للإعلامي السعودي أحمد الشقيري، التي تحدثت عنها في فصل ” رحلتي إلى الهند” في كتابه” رحلتي مع غاندي”، حين قرر عدم أخذ جهاز ” لابتوب” معه في الرحلة، وعدم استخدام البريد االإلكتروني. لكن القرار الأصعب هو عدم أخذه هاتفه المحمول معه، ويقول في هذا الشأن:” لا أذكر أني في حياتي منذ ظهور اختراع الجوال أن ابتعدت عنه أكثر من يوم !! أهلي عارضوا الفكرة وقالوا خذه معك وأغلقه. ففكرت ووجدت أن إغلاقه لن يفيد وأنها خدعة أخدع بها نفسي لأني متأكد إذا أخذته معي فسأفتحه في وسط الرحلة وستخدعني نفسي لفتحه فقط للاطمئنان على سير العمل ثم للاتصال بفلان وعلان وهكذا أعود إلى حيث كنت. فرفضت اقتراح أهلي وقررت عدم أخذ الجوال.”


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.