تعززت شبكة التواصل الاجتماعي بإطلاق منصة جديدة يوم الأربعاء الأخير 5 يوليوز على الساعة 2300 بتوقيت جرينيتش، حملت اسم ” ثريدز/Threads “، من قِبَل الشركة الأمريكية العملاقة “ميتا/ الفايسبوك” المملوكة لمارك زيكربيرج/Mark Zuckerberg، وتعني ثريدز في اللغة الأنجليزية ” الخيوط”،
وقد استطاعت المنصة حشد أكثر من مليون مسجل في ظرف أقل من 24 ساعة من إطلاقها، في إنجاز غير مسبوق، حيث إن منصة Chat GPT في نونبر 2022 لم تحشد مليون مشترك إلا بعد خمسة أيام من إطلاقها، أما منصة الأنستغرام التي انطلقت في 2010 فقد حققت عتبة مليون مشترك بعد شهرين ونصف، والأقل منهما منصة الفايسبوك في 2004 ومنصة تويتر في 2006 اللتين لم يتحقق لهما كسر الحاجز المليوني إلا بعد 10 أشهر وعامين على التوالي.
والظاهر أن “ثريدز” تعمق جراح “تويتر”، وستخلق تنافسا قويا مع منصة تويتر المملوكة لإيلون ماسك/ Elon Musk، التي تعيش حالة من عدم الاستقرار نتيجة القرارات التي اتخذها ماسك في علاقة مع منخرطي منصته، وسوف تستفيد منصة “ثريدز” من ميزة الارتباط بالأنستغرام التي تحشد أكثر من ملياري مستعمل.
ومما يثير الملاحظة بشأن هذا الحدث أمران أساسيان:
- الأول: أن المنصة التي يشمل نفوذها 100 بلد، استثنت بلدان الاتحاد الأوروبي، اعتبارا لقرار أجهزة الاتحاد بتقنين اشتغال منصات التواصل الاجتماعي بفضاء الاتحاد؛
- الثاني: لم ينتظر القائمون على المنصة الجديدة اكتمال الشروط المتَصَوَّرَة لإطلاق المنصة، بل عملوا بمنهج “النجاح في إطلاق العمل بدل انتظار الكمال”، حيث كان القرار الواعي بإطلاق المنصة في الوقت الذي لم تكتمل الكثير من خصائصها الموجودة أصلاً في باقي المنصات المملوكة ل”ميتا”، ومن المزايا المفقودة في ثريدز:
- استخدام الهاشتاغ؛
- حفظ “الثريدة” قبل نشرها؛
- اتجاه الصفحة باللغة العربية؛
- الاستقلالية عن الإنستغرام في تسجيل الدخول أو توثيق الحسابات؛
- إرسال رسائل مباشرة للمشتركين؛
- عدم وضوح الخوارزميات التي ستتعامل مع مشتركي “ثريدز”.
وبالرغم من ذلك حصل الإطلاق، وهذا درس مهم، أن تبدأ بالمشروع ثمّ تُحسّنه تدريجيا أفضل من انتظار لحظة الكمال التي لن تأتي أبداً، وفاء للقاعدة” الأحسن عدو الحسن”.