الزلزال الوظبفي الآتي لا ريب فيه نتيجة التحول الرقمي، يصل لهيئة الإذاعة البريطانية( BBC). حيث أعلنت الهيئة يوم 26 ماي 2022، أنها ستلغي 1000 وظيفة وبعض قنوات البث التقليدية، وستعطي الأولوية للقنوات الرقمية. ويأتي ذلك في سياق احتفالها بالذكرى المئوية لتأسيسها هذا العام، مما يؤشر على الزلزال الوظبفي الذي سيطال القناة ومؤسسات وقنوات أخرى عبر العالم.
ولعل هذا من تداعيات التحول الرقمي العالمي الذي لا مرد له، حيث إن تكنولوجيا المعلومات والاتصال والثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي تنذر بنشأة وظائف ومهن جديدة ولكن الأخوف أنها ستقود إلى اختفاء أخرى، مما يعكس الزلزال الوظيفي نتيجة التحول الرقمي.
وتشير تقارير ودراسات عديدة إلى أنه:
- ستختفي 85 مليون وظيفة حول العالم، وستنشأ 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2050، بحسب بحث صادر سنة 2018 عن المنتدى الاقتصادي العالمي؛
- “في غُضُون 15 إلى 20 سنة القادمة( لما يلي سنة 2021) ستكون 14 % منْ مناصب الشّغل معرَّضَةً للأتْمَتة (Automatisation: دون الحاجة إلى موارد بشرية)؛
- يمكن أتْمَتَة أكثر من 50 % من مناصب الشّغل في المغرب في أفق 20 سنة تقريباً”( رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي- نحو تحول رقمي مسؤول ومدمج، ص 102)؛
إن هذا التيار الجارف للتحول الرقمي، والذي من سماته هذا الزلزال الوظيفي، لن يأتي فقط على مهن وينشئ مكانها أخرى، بل سيجرف منظومات مؤسساتية عتيدة إذا لم تستعد للطوفان الرقمي القادم، وهنا لا بد أن نستحضر قصة انهيار شركة “كوداك” العملاقة بسبب إخفاقها في مواكبة التحول الرقمي.