التحول الرقمي في كأس العالم

أهمية التحول الرقمي في كأس العالم: تحت هذا العنوان نشر الموقع الإلكتروني www.rmg-sa.com مقالة، نعيد نشرها بالتفصيل تعميما للفائدة.

******************

للتحول والرقمنة فوائدٌ كثيرة في عالم الرياضة، هذا ما تؤكّده رؤية FIFA 2030 التي تلتزم باستخدام كلّ الإمكانيات التقنية في كرة القدم وتسخيرها لصالح اللعبة وتطويرها، ونذكر بعض الأسباب وفوائد التحول الرقمي في كأس العالم كالآتي:

  1. استخدام البيانات للحصول على قرارات صحيحة بالوقت الفعلي خلال المباريات

لطالما كانت لعبة كرة القدم تعاني من الأخطاء البشرية في اتخاذ قرارات خلال الوقت الفعلي للمباريات، وتضررت بشكلٍ مباشرٍ من تلك الأخطاء، إذ أنّ كونها رياضة قائمة على استثمارات مليارية، بالإضافة إلى أنها تُدرّ عائدات استثمارية كبيرة جدًا، يجعل منها رياضة حسّاسة للغاية تجاه الأخطاء.

لذلك فإنّ إدخال التقنيات الحديثة مثل تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، قرارًا منطقيًا، إذ تُوفّر هذه التقنيات تنبيهات آلية في الوقت الفعلي خلال المباراة، حيث تُجمع بيانات الكرة واللاعبين المتواجدين على أرضية الملعب من خلال مستشعرات داخل الكرة وكاميرات منتشرة عبر أجزاء الملعب، في غضون ثوانٍ معدودة، باستخدام خاصية “كرة القدم المتصلة Connected Football” الجديدة والتي تعني كرة القدم المتصلة عن طريق مستشعر إنترنت الأشياء IoT بالإضافة إلى خاصية تتبع اللاعبين.

تقنيات إدارة مباريات كرة القدم باستخدام الفيديو ليست جديدة كليًا، إذ اُستُخدِمت لأول مرة خلال كأس عالم روسيا 2018، لكن ما يُميّز هذه النسخة هو أن فِرق التحكيم بالفيديو (VAR) تُدير عملياتها من غرفة عمليات الفيديو المركزية (VOR) التي تقع في الدوحة، إذ وُصِّلت جميع الكاميرات وأجهزة المستشعرات في الملاعب المخصّصة وتم ربطها مع المقر المركزي باستخدام شبكة ألياف ضوئية، ويتواصل الفريق المسؤول عن تقنيات الفيديو مع حُكّام المباراة الرئيسيين بالوقت الفعلي.

وباستخدام البيانات التي تم تحليلها والاستعانة بتقنيات الفيديو والتقنيات الرقمية الحديثة، تُتخذ القرارات الحاسمة والمهمة بشكلٍ أسرع وبدقةٍ أعلى بكثير مما كانت عليها في السابق، مما يمنح الجهات المنظمة وجهات نظر وحُجة أقوى، ويُعزّز نزاهتها وموثوقية مسابقاتها أمام المستهلكين (الجمهور الرياضي) الذين يتسمون بعاطفية تشجيعهم واستخدامهم للمنتج الذي تُقدّمه FIFA كلّ 4 أعوام فقط.

  1. توفير رؤية شاملة لِما قدَّمه اللاعبون خلال المباريات والتدريبات

طوّر الاتحاد الدولي لكرة القدم تطبيقا هاتفيا مميّزا فيفا- بلاير FIFA Player App  خاص باللاعبين وإداريي المنتخبات المُشاركة، يُتيح لهم فرصة التعرّف على أدائهم في أرض الملعب والوصول إلى بيانات الأداء الفردي لكلّ لاعب بصورةٍ تفصيليةٍ، مصحوبة بمقاطع الفيديو من المباراة التي خاضها وذلك بعد دقائق من انتهاء المباراة.

يمنح هذا التطبيق تقرير أداء تفصيلي حول كلّ لاعب وفق مقاييس تؤثر على مجريات المباراة، مثل المسافات المقطوعة والتمريرات الصحيحة ونسبة الضغط على الفريق الخصم والسرعة القصوى وما إلى ذلك، مُعدَّة من قبل فِرق تحليل فني مُدربة على أعلى مستوى وتستخدم التقنيات الحديثة في استخراج البيانات وتحليلها بالوقت الفعلي، مثل استخدام الخوارزميات والنماذج المتطوّرة لتحليل اللعبة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

  1. تحسين تجربة مشجعي كرة القدم الرقمية

ولأن التحول الرقمي لا يقتصر على تحسين جوانب المنتج الرئيسي، بل تحويل تجربة المستفيد بالكامل، أطلقَ الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرًا منصة +FIFA الرقمية المجانية لتُوفّر أرشيف المباريات الدولية والمحلية من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى نشر المحتوى الرقمي المميّز لتعزيز ارتباط المشجعين برياضة كرة القدم رقميًا.

أدرك الاتحاد الدولي لكرة القدم انتشار منصات البث الرقمية وإقبال المستخدمين عليها بشكلٍ كبير، وهذا كان من أبرز الدوافع لإطلاق منصة رقمية تُنتج وتنشر وتبثُّ البرامج التلفزيونية عن جوانب كرة القدم وتروي حكاياتها المنثورة على مرّ التاريخ. وتُعدُّ FIFA أول اتحاد رياضي في العالم يقدم تجربة بث محتوى واسعة النطاق لمشجعيه.

وهذه الخطوة تُمثّل، مثلما قال رئيس FIFA السيد جياني إنفانتينو، «الخطوة التالية من أجل جعل كرة القدم أكثر عالمية وشمولية» والتي ستدعم خطط توسيع وتطوير كرة القدم عالميًا وخاصة على مستوى تفاعل الجمهور مع اللعبة العالمية وسُبل استكشافها.

  1. الذكاء الكروي المُعزَّز

عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA خلال منافسات كأس العالم على توفير محتوى فني وتحليل للمباريات وإتاحته بصورة مبسّطة للجمهور عبر مختلف وسائل التواصل، ليكون لكل مباراة حزمة فريدة من المعطيات المصورة التي تُوفّر خلال المباراة وبعدها على شكل واقع مُعزَّز أو رسوم بيانية تُقدّم تعريفًا مفصلًا وواضحًا لكل اللحظات المهمة في المباراة.

  1. توسيع قاعدة جماهير كرة القدم

على الرغم من الأبعاد المجتمعية لكرة القدم، لكنها تبقى بطبيعة الحال منتجا مُوجّها نحو فئة المستهلكين، ويحتاج عاجلًا أم آجلًا باستمرار السعي نحو هدفٍ واحدٍ وهو توسيع قاعدة مستخدمي هذا المنتج وهم الجماهير.

ويدرك الاتحاد الدولي لكرة القدم هذه الحقيقة، إذ وضعها فعليًا ضمن رؤيته المستقبلية والتي تهدف إلى جعل 60% من سكان العالم يشاركون في لعبة كرة القدم –سواء باللعب، التدريب أو التحكيم أو فقط تجربة استهلاكية، بحلول عام 2026، ذلك ضمن مساعيه الحثيثة على تقديم مساهمة إيجابية للمجتمعات.

ونظرًا لأن كل شيء في المجتمعات الحالية أصبح متصلًا بشكلٍ وثيق للغاية بالتقنية والإنترنت، لا يمكن تحقيق النمو بمعزل عن التطورات التقنية، وهذا ما تفعله FIFA خلال كأس العالم قطر 2022 والتي تحاول خلاله إدماج التحول الرقمي في كرة القدم بعدة طرق تُسهم في تنمية شعبيتها واتصالها مع الجمهور.

  1. الحفاظ على سلامة المرافق والمشجعين باستخدام التقنية

أنشأت قطر مركزًا تقنيًا يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة المشجعين والتنبؤ بتضخم الجماهير وحتى التحكم في درجة حرارة الاستاد عن كثب، إذ يمكنهم التحكُّم في تشغيل بوابات الدخول إلى الملاعب وإغلاقها والتأكّد من الحفاظ على درجة حرارة مناسبة.

وطبّقت قطر خلال كأس العالم 2022 مفهوم «الاستاد المتصل Connected Stadium» الأول من نوعه الذي يتم استخدامه خلال كأس العالم، إذ يُستخدم تقنيات حديثة لإدارة جميع المرافق والأنشطة داخل الاستاد، مثلًا سيُمكّن الذكاء الاصطناعي الفنيين من التنبؤ بارتفاع الحشود والتعامل بسرعة مع الاكتظاظ من خلال مشاركة المعلومات مع مسؤولي الأمن المنتشرين حول البلاد.

  1. استخدام تقنيات التبريد المتقدمة في الملاعب Advance Stadium Cooler

ستضم بعض ملاعب كأس العالم تقنية التبريد المتقدمة – وهي تقنية ثورية ستبقي الأجواء داخل الملعب باردة– إذ سيكون هناك مركز للطاقة بالقرب من الإستاد، حيث يتم إحضار المياه المبردة في خط أنابيب إلى المكان، ومن ثم يتم دفع الهواء البارد إلى ميدان اللعب ومناطق جلوس المتفرجين.

  1. تقنيات إمكانية الوصول Accessibility حاضرة بقوة

كرة القدم للجميع، حتى المكفوفين. هذا ما عملت على تحقيقه تقنية “بونوكل” (Bonocle)، إذ توفر أول منصة ترفيهية بطريقة “بريل” (نظام كتابة للمكفوفين) في العالم، لتُساعد جميع من يعاني من إعاقات بصرية للوصول إلى المحتوى الرقمي ومتابعة كأس العالم في قطر مثل أي شخص آخر.

  1. تقنيات النقل الذكي

طوّرت قطر منصة إنترنت أشياء تربط سلسلة من أجهزة الاستشعار في جميع أنحاء مدينة الدوحة، مما يسمح للجماهير بتخطيط أفضل طريق بسهولة أكبر بناءً على المعلومات في الوقت الفعلي حول حركة المرور وسيارات الأجرة ونظام المترو الجديد وحتى مداخل ومخارج المكان، بالإضافة إلى أنها طوّرت تطبيق هاتف ذكي مخصَّص للزوار والذي سيستخدم هذه البيانات في الوقت الفعلي لتبسيط الطريق إلى الملاعب.

ختامًا، يمكن القول بأن كأس العالم قطر 2022 شهد أحداثًا مثيرةً للغاية، وكانت أبرز سماته إدماج التحول الرقمي في كرة القدم والرياضة عمومًا بما يُسهم بكل تأكيد في تطوير واحدة من أقدم وأبرز الرياضات تاريخيًا لتسريع تطوّر منتجاتها ومجاراتها للتغيّرات المتسارعة التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.

نقلا عن موقع www.rmg-sa.com 

رابط المقال


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.